لم يكن اى مواطن مصري يستطيع إن يتخيل أو يحلم مجرد حلم بان يستيقظ الشعب المصري من سباته ويقوم بثورة ويجبر الرئيس السابق حسنى مبارك على التخلي عن السلطة ….فهذه الحقيقة التي حدثت بفضل الله عز وجل كانت بعيدة المنال عن أحلام الشعب المصري والذي كانت أقصى أمنياته إن يموت الرئيس السابق أو يقتل أو ينتقل الحكم إلى نجله جمال إما إن يجبر الرئيس على الرحيل من كرسي الحكم فهذا لم يكن حتى مجرد حلم …وهكذا بدأت ثورة 25 يناير قوية بالشعب المصري الذي احتضنها وقدم من اجلها الشهداء ….ولكن للأسف الشديد لم تكتمل تلك الثورة حتى الآن …لسبب بسيط جدا إن الرئيس السابق وهو ذكى في ذلك تخلى عن السلطة إلى المجلس العسكري …والذي ليس لدية اى خبرة سياسية في إدارة أمور البلاد …ولهذا ظهر التخبط واضحا في قراراته منذ قراره بالاستفتاء حول الإعلان الدستوري وموافقة أغلبية الشعب عليه …والذي حدد الانتخابات التشريعه فئ سبتمبر 2011 وانتخابات الرئاسة بعدها بشهرين إلا انه لم يتم تنفيذ الاعلان الدستوري حيث لم تجرى الانتخابات التشريعه إلا في نوفمبر2011 ولم يتم تحديد انتخابات الرئاسة …كما تم مد العمل بقانون الطوارئ مع إن الإعلان الدستوري حدد ستة اشهر فقط لقانون الطوارئ …فهذا التخبط الواضح فى سياسة المجلس العسكري أدت زيادة الانفلات الامنى فى مصر وتتطور الوضع إلى ما يشبه الحروب الأهلية وهذا ما يحدث فى الصعيد وكفر الشيخ ودمياط والمنصورة وسيناء ..وهذه بروفة حقيقة لما قد يحدث فى الانتخابات التشريعه القادمة إن تزيد حالة الانفلات الامنى بشكل يؤدى إلى انهيار الدولة ….ولهذا فانا خائف على مصر مما يحدث فيها فى الأيام القادمة …مع إن علاج مشكلة الانفلات الامنى بسيط وسهل للغاية وهو إعادة هيكلة جهاز الشرطة بالكامل بعد إن أثبتت الشرطة تراخيها عن الأمن فى مصر اعتبارا من بداية الانفلات الامنى منذ 28 يناير وحتى الآن بالرغم من المحاولات العديدة لعودة جهاز الشرطة بكامل طاقته للعمل إلا إن مازال فى جهاز الشرطة أشخاص لهم مصالح فى استمرار هذا الانفلات الامنى بدليل واضح وهو إن وزارة الداخلية لديها حصر شامل وكامل بالبلطجية والمسجلين خطر والفارين من السجون إلا إنهم تركوهم من اجل إن يعثوا فى الأرض فساد حتى يقول المواطن العادي البسيط لقد كان عهد مبارك هو عهد الأمن والأمان مع إن الحقيقة غير ذلك تماما فعهد مبارك هو الذي ربى البلطجية والمسجلين من أرباب السوابق وأصبحت لهم أهمية فى قمع المظاهرات والانتخابات حيث كان يستخدم أعضاء الحزب الوطني هؤلاء البلطجية من اجل ترويع خصومهم فى الانتخابات ….وكثيرا ما يستخدم ضباط المباحث هؤلاء البلطجية فى أشياء كثيرة حتى أصبحوا قوة إجرامية كبيرة …كما إن بعض الدول لديها مصالح فى استمرار حالة الانفلات الامنى ولا يمكن إن ننسى الدور الاسرائيلى الذى يمارس من خلال الموساد من تهريب أسلحة داخل مصر من اجل زيادة الانفلات الامنى وهذه الاسلحه منتشرة فى سيناء والصعيد لدرجه إن الأسلحة فى الخلافات بين العائلات فى الصعيد هي أسلحه إسرائيلية ولم يقف دور الموساد إلى هذا الحد بل حاول مرات عديدة إشعال الفتنه الطائفية فى مصر ..وأخر هذه الفتن ما حدث فى ماسبيرو بين الأقباط والجيش كما إن بعض رجال الإعمال والسياسة من العصر السابق والمحبوسين داخل طره يقومون بتوجيه بعض رجالهم فى الخارج من اجل إشعال الوضع داخل البلاد من مظاهرات فئوية والوقعيه بين الجيش والشعب ….ثم حلبه المصارعة الكبرى فى السياسة بين الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية فى الصعيد والعلمانيين وممن يزعمون بأنهم ثوار التحرير فكل منهم يحاول الظهور إمام الشعب المصري بانه هو الذى قام بالثورة وحمى بالبلاد وهو الأجدر بالحكم ليس حرصا على مصلحه مصر بل من اجل مصالحهم هو فقط فالبعض يتاجر بالدين والبعض الأخر يتاجر بالمواطن المصري البسيط وآخرون بالعدالة والتنمية والحرية وكلها للأسف شعارات وهذا يسفر العدد الكبير من المرشحين فى مجلسي الشعب والشورى لهذا فانا خائف على مصر من الأيام القادمة وأدعو الله عز وجل ان اكون مخطئ فى خوفى على مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق